هــو سور فريد من نوعه,الغريب انه لا يشكل أزمـة ولا يلتفت اليه أحـد, ليس ذاك الذي يفصل بين فلسطين وأسرائيل,ولكنه يفصل الكادحون عن غيرهم علي أرض مصر,يخفي وراءه فقر ومعاناة وغلبة,تحيطه المقابر من جانبيه ويعزله السور عن رؤية العالم الحقيقي,فأصبح قاطنوه وكأنهم أحياء ميتون رغما عن أنوفهم,أنقلب صباحهم ظلام كاحــل,ومع ذلك لم ينظر الي هؤلاء الكادحون أحد ولم يحرك أحد ساكنا ولم نلق لهو بالا, بل أعتبارنهم ضمن منطقة المقابر لذا كيف سننظر الي أناس وهم في نظرنا ميتون ..مدفونون..قابعون تحت الأرض ,وبدلا من أن نزيل السور العازل الذي يخفي انتهاكات لأدميتهم ,,علي العكس تماما وسعنا نطاقه أكثر فأكثر بمنطق اننا "نتجمــل".ليس الجمال في أن تستر الواقع بل أن تحاول أصلاحه وتقتلع الخطأ من جذوره وليس أن تلصم الشرخ بأن تحدث شرخا أكبر فسينهار البناء بأكمله رأسا علي عقب وانت معه ,لن يسعك ألا أن تندب وتهلل وتصيح ولكن لن يسمعك أحد. ففي الوقت الذي تحظي فيه طرق السادة المسئولين بأقصي عناية,تصرخ هذه الأحياء وغيرها في أنتظار مسئول يطل عليهم ولو بطلة ,لعلهم يحظون بأي عناية حتي ولو كانت ضئيلة..بحق مصر أزيلوا الســـور العازل ولنتوقف عن حجب الكادحين وتشييد مزيد من الأسوار بيننا وبينهم وهدم أي جسر للتواصل معهم بهذه الأنتهاكات.
Labels: قضايا
1 Comments:
ندعوكم لزيارة العدد الثالث من مجلة نفسنا
ومن لدية القدرة على الكتابة ويريد الكتابة معنا يراسلنا
nafsena@gmail.com
Post a Comment
<< Home