
علي مطلـــع عــام جديد،وكل منا يأخذ يعدد أحلامه التي عادة لا تحصي..وفي الناحية الأخري نتذكر أن هناك بشرا أخرون سأموا من مذاق الحرمان ومن الذل والهوان..أطفال الشوارع ناقش قضيتهم الجميع ومع ذلك فأن أعدادهم تزداد يوما بعد يوم ..وأذا سألتهم عن الأحلام ،ردوا عليك بضحكة ساخرة..فكيف لهم أن يفكروا في الغـد وهم يجهلون مايخفيه لهم الحاضـر؟؟كيف يطلقون العنان لأمـال ألتهمها واقعهم المرير و جمدتها ليالي الشتاء القارصة وأحرقتها ليالي الصيف الحارقة ورحلت هذه الأمال في يوم عاصف؟!..فهل بعد كل هذا تسألهم عن أحلامهم؟؟..قذفت بهم الظروف ليواجهوا الطــريق بكل مأسيه .وأيا كانت أخطائهم فليس لنا الحق أن نلقي بالذنب عليهم دون أن نبالي بالظروف التي ألقتهم ضحايا في هذا المجتمع وأعتبارناهم نحن الجنــاة!!ويبدوا فعلا كما يقلون أن صلة الحكومـة بهم لا تبدأ ألا بعد أرتكابهم الجريمة!!صحيح أنها تهيىء لهم المؤسسات ودور الرعاية التي تتلقفهم ليجدوا أن معظمها ليس ألا دور أهمال وتسيب ،يعاملونهم فيها علي أنهم حثالة المجتمع علي حد قولهم،فما يكن منهم ألا أن يهربوا من سجنهم هذاحتي يعودون الي الشارع الذي أصبح بمثابة بيتا لهم، يتلـهفون فيه علي عطف المارة عليهم،كي يحصلوا علي قوت يومهم ،اذا سمحت لهم الأقدار أن يحصلوا عليه..وأذا بخلت عليهم لا يجدون سوي أكياس القمامة ليبحثوا عما يأكلونه ليبقوا علي قيد الحيـاة ،ليس حبا فيها ،لكنهم أعتادوا أن يشقوا وينعم الأخرون .فهذه هي الحياة..ولكن من المؤكد أن لهذا مغزي،كي يروي العطف في قلوبنا من جديد بعد أن أصبحت قلوبنا بورا دون هذا الغيث الألهي الحكيـــم..فأن نسيناهم ،،فأن لهم ربا هو وحده من لن ينساهـــم
